تُعتبر الترجمة العلمية أحد أهم عوامل تطوّر الحضارات منذ زمن بعيد بسبب الدّور الذي تلعبه في نقل العلوم والمعارف من حضارة إلى أخرى. حيث تقوم النصوص العلمية بشرح أفكار مُعقّدة باستخدام لغة ومصطلحات متخصّصة غير دارجة لدى العامة، وإنما متعلقة بالعلوم الأكاديمية. ولهذا السبب لا يمكن لأي شخص القيام بترجمة النصوص العلمية بشكل احترافي ودقيق ما لم يكن مُتمكّن من مصطلحاتها ومُفرداتها وصاحب خبرة واسعة في تقديم ترجمة علمية اكاديمية لفترة طويلة من الزمن. ولهذا السبب، فإنّ شركة امتياز باعتبارها وكالة متخصصة بالترجمة العلمية، تعمل على توفير خدمة ترجمة علمية احترافية يتم تنفيذها من قِبَل مترجم علمي محترف يتمتّع بالمواصفات التي ذكرناها. وذلك بمقابل أسعار الترجمة العلمية الأكثر تنافسية في سوق الترجمة.

فالترجمة العلمية أحد أنواع الترجمة التحريرية (أي التي تتم كتابة) وعلى الرغم مما يعتبره الكثيرون من أنها أسهل نوعي الترجمة، إذ لا تتقيد بزمن معين يجب أن تتم خلاله، إلا أنها تعد في نفس الوقت من أكثر أنواع الترجمة صعوبة، حيث يجب على المترجم أن يلتزم التزاما دقيقا وتاما بنفس أسلوب النص الأصلي، وإلا تعرض للانتقاد الشديد في حالة الوقوع في خطأ ما.

لا أحد ينكر ما للترجمة من أهمية في نقل التراث الفكري بين الأمم، وما لها من أثر في نمو المعرفة الإنسانية عبر التاريخ. والترجمة عملية فكرية وذهنية ولغوية معقدة تتطلب إبداعاً مضاعفاً ممن يقوم بها. الترجمة في تعريفها هي عملية نقل المعلومات من لغة لأخرى، وذلك لكي تساهم في نقل الاكتشافات والحضارات بين الأمم.

الترجمة تعد فن من أهم الفنون الأدبية، وتحتاج لامتلاك خبرة كبيرة، حيث يجب أن يكون المترجم قادر على التمييز بين أنواع الترجمة المختلفة، وذلك لأن كل نوع من هذه الأنواع مهمة تختلف عن مهمة النوع الآخر.

ولا شك أن الترجمة في هذا العصر مع ازدياد التقدم العلمي، وتسارع الاكتشافات والاختراعات أصبحت ضرورة ملحة تحشد الدول النامية من أجلها كل الطاقات، وتوظف كل الإمكانات وذلك بهدف اللحاق بالركب العلمي مع الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية، فالترجمة تكفل نقل العلوم والاستفادة منها مع المحافظة على اللغة القومية وتنميتها وعدم استبدالها بلغة وافدة تقضي على الهوية، وتمكن اللغة الوافدة من إضعاف مضامين الوحدة السياسية.

وللترجمة دور في التغلب على التحديات التي تواجهها حركة البحث العلمي في وطننا العربي، حيث تطرح آليات يمكنك من خلالها سد الفجوة المعرفية التي تعاني منها وتوفر رافداً يمكن من خلاله إثراء هذه الحركة. حيث إن البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التوصل إلى حل المشكلات واكتشاف حقائق جديدة واستنباط القوانين والنظريات.

وتعد الترجمة العلمية من أكثر أنواع التراجم صعوبة وينبغي أن يكون المترجم القائم عليها ملماً بكافة المصطلحات الخاصة بمجال الدراسة والبحث، حيث تختلف المصطلحات والمرادفات تبعاً للتخصص فعلى سبيل المثال تختلف المصطلحات الطبية عن المصطلحات الهندسة وغيرها من التخصصات، يرجع السبب في صعوبة الترجمة العلمية في أن المترجم يقوم بترجمة كلمات غير شائعة لدى العوام، فهي مختصة بالعلوم الأكاديمية يتم اكتسابها عن طريق الممارسة في المجال الأكاديمي. فمن خلالها يقوم الباحث بترجمة النصوص العلمية، وذلك لكي ينقل آخر الاكتشاف من لغة إلى أخرى، ونظرا لأهمية الترجمة العلمية قررنا تخصيص هذا المقال للتعريف بها وبخطواتها.

تتكون الترجمة العلمية من مرحلتين أساسيتين:

  • قراءة وفهم النص. ويمكن القيام بذلك في حالة واحدة فقط إذا كان المترجم يعرف ويفهم معني العديد من المصطلحات التقنية المستخدمة في النص العلمي.
  • صياغة الترجمة العلمية. بالنسبة للمرحلة الثانية الحالية، ينبغي أن يكون لدي المترجمين القدرة على الكتابة بشكل صحيح، ويجب أن يكون المترجمين على دراية جيدة بالتقنيات العلمية المستخدمة في اللغة المستهدفة، ويجب أن يكون لديهم قدر كبير للغة المستخدمة – من الضروري أن يكون المترجم متحدث للغة الأصلية أو ثنائي اللغة.

أهمية الترجمة العلمية؟

للترجمة العلمية أهمية قصوى على المستويين العالمي ومستوى البحث العلمي:

على مستوى الدول والمجتمعات:

  • تحقيق النهضة في أقل مدة زمنية:أو ما يسمى بالمحاكاة العلمية، ونجد أنه العلوم في الدول الأجنبية الغربية مصدرها الترجمة العلمية التي حصلت في العصور الوسطى، حيث تم نقل الملايين من المصادر الإسلامية والعربية للغة الأجنبية مثلما حدث في الأندلس، وادي ذلك انتشار الحضارة والعلوم الطب والكيمياء والجغرافيا والرياضيات التي كان مصدرها العلماء في العالم الإسلامي والتي مثلت قاعدة علمية للعلوم الغربية المعاصرة.
  • تبادل المعارف والخبرات:هناك تفاوت لا بأس به بين الدول في الخبرات والقدرات والمعارف، حيث تتفوق الدول الغربية على الدول العربية في الطب والعلوم الإنسانية والهندسة، حيث تساعد الترجمة العلمية في نقل هذه الخبرات للعالم العربي وغيرها من العوالم.
  • اختصار الوقت من أجل تحقيق النهضة والتطور: وهو ما يطلق عليه المحاكاة العلمية، وذلك الأمر ليس بعيب، فنجد أن معظم العلوم الحديثة في الدول الغربية كان منشؤها حركات الترجمة العلمية التي حدثت في فقترة ما بعد العصور الوسطى، وفيها تم نقل آلاف المجلدات العلمية من الدولة الإسلامية التي كانت في أوج قوتها في ذلك الوقت، وخاصة في الأندلس التي كانت همزة الوصل ما بين الحضارة الإسلامية والغربية، ومن ثم انتشرت علوم الطلب والجغرافيا والكيمياء والرياضيات…. إلخ، التي يرجع أصلها إلى علماء المسلمين، وتم اتخاذها كقاعدة بنيت عليها العلوم الغربية الحديثة، وما أحوج دولنا العربية إلى ذلك في الوقت الراهن؛ من أجل تجاوز الهوة الفكرية والثقافية التي حدثت في العصر الحديث، غير أنه ينبغي أن يكون ذلك بضوابط، فليس كل ما هو حديث ينقل، بل يجب أن يكون ذلك مرتبطًا بما يمليه علينا ديننا وقيمنا الأصيلة.

على مستوى البحث العلمي:

  • جمع المعلومات في البحث العلمي: قد يكون الدافع وراء الترجمة العلمية قيام أحد الباحثين العلميين بدراسة موضوع أو إشكالية علمية معينة، ولا يتوافر لديه مادة في لغته الأصلية من أجل الإلمام بجميع جوانب الموضوع المزمع دراسته، مما يضطره إلى القيام بترجمة كتب علمية بلغات أخرى، حتى يصل إلى نتائج بحثية دقيقة؛ من خلال توسيع دائرة البحث بالاستعانة بالمراجع الأجنبية، ولكن يجب أن يكون ذلك بضوابط مهنية علمية؛ من خلال توثيق تلك المراجع في البحث العلمي، وفقًا للأمانة العلمية في النقل عن الآخرين.
  • الترجمة العكسية لتحقيق الشهرة: قد يضطر الباحث العلمي إلى الترجمة العلمية العكسية في بعض الأحيان، وعلى الرغم من قلة ذلك النمط في الوقت الحالي إلا أنه موجود وينبغي التنويه إليه، فعلى سبيل المثال قد يحتاج أحد الباحثين إلى ترجمة بحث علمي قام بتنفيذه من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية مثلًا، والهدف من ذلك هو تحقيق الشهرة على المستوى العالمي، والقيام بالنشر على المواقع الأجنبية.

ما السمات التي ينبغي توافرها في المترجم العلمي؟

  • المعرفة التامة بلغة المصدر واللغة المترجم إليها: يجب أن يكون المترجم العلمي على دراية تامة بالغة الأم “المترجم منها”، وكذلك اللغة الهدف “المترجم إليها”، ولا يعني ذلك الترجمة الحرفية، بل إن الأمر في الترجمة العلمية ينبغي أن يجاوز ذلك، فهناك بعض المصطلحات التي لا يمكن ترجمتها حرفيًا، لذا يجب أن يتميز المترجم العلمي بالإبداع في محاولة منه للوصول إلى المعني المقصود، وفقًا للغة المنقول إليها النص.
  • الاطلاع الدائم: من المهم أن يكون المترجم العلمي مطلعًا على كل ما هو جديد في مجال الترجمة العلمية، فهناك الكثير من الموسوعات العلمية في المجال الطبي والهندسي والكيميائي…. إلخ، ويتم إصدارها وتحديثها كل فترة زمنية، واستزادة المترجم من تلك الموسوعات، يسهم في إتقانه للعمل المسند إليه.
  • الأمانة والدقة في العمل: وذلك من السمات المهمة التي ينبغي أن تتوافر في من يقوم بالترجمة العلمية، فبناءً علي ترجمته سوف تحسم الكثير من الأمور، ففي حالة القيام بترجمة علمية متعلقة بأحد الأبحاث أو الرسائل العلمية، فسوف يكون ذلك عاملًا مهمًّا من أجل الحصول على درجة تقييم مناسبة، وخاصة في رسائل الماجستير والدكتوراه، وكذلك في حالة كون الترجمة متعلقة بتقارير علمية فإن كفاءة المترجم سوف يترتب عليها اتخاذ قرارات مهمة بالنسبة للمُطلعين على التقارير، وبوجه عام فإن الأمانة والدقة في الترجمة مطلب أساسي فيمن يقوم بتلك المهمة أيًا كان الهدف من استخدام الترجمة العلمية.
  • الخبرات العملية: ولها دور كبير في مجال الترجمة العلمية فكلما تمرَّس المترجم في ذلك المجال كلما زادت خبرته، وأصبحت ترجمته أكثر جودة عن نظرائه من العاملين في نفس الميدان، فمن كانت سنوات الخبرة لديه عشر سنوات بالتأكيد سوف يكون لديه القوة والفاعلية في إخراج ترجمات ذات جودة مرتفعة على عكس الأقل منه في سنوات الخبرة.
  • الغيرة والقومية: ويعد ذلك من الشروط التي تحفز المترجم العلمي على أداء الدور المنوط به على الوجه الأمثل دون تكاسل، فها هو يرى الجميع يخطون خطوات حثيثة، وهناك فوارق كبيرة فيما بين بني وطنه والآخرين، ومن ثم تدب في عروقه نزعة القومية والحمية والغيرة على مقدرات وطنه، ويقوم بالترجمة العلمية بهدف رفعة شأنه بلده.

صعوبات الترجمة العلمية:

هناك عديد من الصعوبات التي تواجه الترجمة العلمية والتي تواجه الترجمة العلمية والتي تشكل عائقا للمترجمين في المجال العلمي:

ومن أبرز المشكلات التي تواجه المتخصصين في المجال العلمي: –

  • كثرة المصطلحات العلمية وتعدد مجالاتها.
  • تتعدد معاني المصطلحات وتتنوع من لغة إلى لغة.
  • صعوبة حفظ المصطلحات العلمية والمفردات واستخداماتها وفق السياقات المناسبة.
  • استخدام المصطلحات العلمية باللغة اللاتينية خاصة في المجالين الطبي والزراعي.
الترجمة العلمية

الترجمة العلمية

الخاتمة

عادة ما تكون النصوص العلمية مكتوبة من قبل الخبراء في جميع أنحاء العالم وتحتوي على نتائج الدراسة المهمة ونتائج التحقيقات والبحث العلمي. يتم كتابة النصوص العلمية باستخدام لغة علمية وغالبًا ما تحتوي على العديد من المصطلحات الميدانية المحددة. تعتمد الجامعات والكليات والمؤسسات البحثية بشكل كبير على المترجمين المحترفين الذين يقومون بترجمة النصوص العلمية بدقة. يتحمل المترجمين المتخصصين في الترجمة العلمية مسؤولية كبيرة حول دقة وموثوقية النصوص المترجمة، حيث أن قراءة الأعمال العلمية غالبًا ما تستمر لعدة سنوات بعد نشرها وكذلك المقتطفات والاقتباسات العلمية وتستخدم في إجراء مزيد من الأعمال من قبل الباحثين الآخرين والمؤسسات أو المعاهد البحثية في الدول الأخرى.

لذا نعتمد في شركة امتياز على وجود خبراء متخصصين في مجال الترجمة العلمية مما يسهل عملية الترجمة ودقتها ويضمن جودة الدراسات والنصوص العلمية التي نقوم بترجمتها.

قم بالتواصل مع فريق امتياز لضمان ترجمة علمية صحيحة.

انشر الان
ترجمة علميةالترجمة العلمية والسمات اللازم توافرها في المترجم العلمي